Uncategorized

لماذا لم تعد إدارة الهوية الوصول IAM التقليدي كافية؟

مع الانتشار السريع للخدمات السحابية والتحول إلى العمل عن بُعد، أصبحت الشركات أكثر عرضة للهجمات الإلكترونية. واليوم تُعتبر الهويات الرقمية خط الدفاع الأول في مجال الأمن السيبراني، لكن طرق إدارة الهوية والوصول (IAM) لم تعد كافية، حيث تزداد الهجمات الإلكترونية تطوراً، وغالباً ما تُستغل الثغرات الموجودة في أنظمة (IAM) القديمة والمجزأة التي ما زالت العديد من الشركات تعتمد عليها.

في هذا المقال، سنوضح لماذا لم تعد الطرق التقليدية لإدارة الهوية فعّالة، وكيف يمكن لتوحيد وظائف (IAM) أن يساعد الشركات في بناء نظام أمني أقوى وأكثر تكاملاً، وكيف نساعدك في جوشن على تنفيذ نظام إدارة الهوية والوصول لشركتك. 

المنصات المعزولة لإدارة الهوية تجلب مخاطر أمنية

الاعتماد على منصات إدارة الهوية بشكل منفصل قد يشكل خطراً أمنياً، فالكثير من المؤسسات والشركات تستخدم أدوات مختلفة لكل مهمة، مثل إدارة الصلاحيات الخاصة (PAM) أو حوكمة الهوية (IGA). قد يبدو هذا منطقياً في البداية، لكن النتيجة نظام أمني متجزئ يسهل على المهاجمين استغلال ثغراته.

المخترقون يركزون على هذه الثغرات لأنها تمنحهم هجمات سريعة – سهلة ومربحة، وهو ما يُعرف بمفهوم EFL (Easy, Fast, Lucrative). هذا يعني أنهم يسعون لتحقيق أرباح كبيرة بسرعة مع تقليل فرص كشفهم.

النتيجة كانت زيادة مقلقة في الهجمات التي تستهدف بيانات الدخول وكلمات المرور، لأنها أقصر طريق للوصول إلى أنظمة وبيانات حساسة. لذلك، يظهر بوضوح أن الاعتماد على منصات هوية معزولة لم يعد كافياً، وهناك حاجة ملحّة إلى نهج موحّد وقوي لإدارة الهوية والصلاحيات.

اتساع نطاق الهجوم

منصات الهوية الضعيفة تُعد جزءاً من المشكلة، فعدد نقاط الدخول المحتملة للهجمات الإلكترونية يتزايد بسرعة، وهناك عدة أسباب لذلك:

الانتشار السريع للخدمات السحابية

أدى الاعتماد الواسع على الخدمات السحابية إلى توسيع البصمة الرقمية للشركات. في الماضي، كانت الشركات تعتمد على عدد قليل من الأنظمة مثل إدارة علاقات العملاء (CRM) وتخطيط موارد المؤسسات (ERP) وغيرها، لكن اليوم تعتمد على مئات التطبيقات السحابية (SaaS)، وكل واحد منها يملك نظام هوية خاص به ومعرض للاختراق، وغالباً ما يكون خارج شبكة الشركة، ورغم أن هذا يمنح الشركات مرونة وسرعة، فإنه بالمقابل يجعل بياناتها الحساسة أكثر عرضة للهجوم.

التحول إلى العمل عن بُعد

العمل عن بُعد جعل الفصل بين الحياة الشخصية والعملية أصعب، وأدى إلى نقل البيانات والأنشطة خارج بيئة المكتب الآمنة. وهذا ما خلق تحديات كبيرة في تأمين الهويات، خصوصاً مع النقص في خبراء الأمن السيبراني.

تعدد الأجهزة المستخدمة

الكثير من الموظفين يدمجون أجهزتهم الشخصية مع أجهزة العمل، مثل فحص البريد الوظيفي على الهاتف الشخصي أو إضافة حساباتهم الخاصة على أجهزة الشركة، وهذه طريقة أخرى يُمكن للموظفين من خلالها تعريض صاحب العمل – دون قصد – لهجمات التصيد الاحتيالي وغيرها من مخططات الهندسة الاجتماعية.

بيانات اعتماد المستخدم كنقطة ضعف

كل العوامل السابقة تُظهر بوضوح أن التهديدات السيبرانية أصبحت معقدة ومتطورة، وهذا يستدعي اتباع نهج أكثر شمولية ومرونة في حماية الهوية الرقمية، فليس من المفاجئ أن بيانات اعتماد المستخدمين (مثل أسماء المستخدم وكلمات المرور) أصبحت الهدف الأكثر تعرضاً للاختراق. ففي معظم هذه الهجمات، يكون الهدف الأساسي للمهاجمين هو المال، حيث يسعون للدخول بسرعة وسرقة أكبر قدر ممكن.

هذا النوع من الهجمات المربحة هو الأساس الذي تقوم عليه برمجيات الفدية (Ransomware)، وتشير الإحصائيات إلى أن 42% من المهاجمين يستهدفون بيانات الاعتماد لأنها وسيلة سهلة وسريعة لتحقيق أرباح. والنتيجة غالباً أن ملايين الحسابات تُعرض للبيع في الشبكة المظلمة، ليجني المهاجمون منها أرباحاً ضخمة.

أمثلة على اختراقات بسبب ضعف (IAM)

هناك العديد من الاختراقات الكبيرة التي حدثت لأن الهوية الرقمية (IAM) غير آمنة، وسنذكر أبرزها

– خط أنابيب كولونيال (2021): تمكن المهاجمون من اختراق كلمة مرور واحدة لحساب (VPN)، مما سمح لهم بإغلاق خط أنابيب وقود رئيسي في الولايات المتحدة وتسبب في نقص واسع في البنزين.

– تويتر (2022): اعتمد الاختراق على هجمات تصيّد وهندسة اجتماعية للحصول على بيانات اعتماد الموظفين، ما أدى إلى تسريب معلومات شخصية (مثل عناوين البريد الإلكتروني وأرقام الهواتف) لأكثر من 5 ملايين مستخدم.

– ماريوت (2018): حصل المخترقون على بيانات اعتماد لموظفي الشركة للوصول إلى قاعدة بيانات حجوزات (Starwood)، ما كشف بيانات شخصية (أسماء، أرقام جوازات سفر، معلومات بطاقات ائتمانية) لما يقارب 500 مليون نزيل.

– تاريغت (2013): واحدة من أكبر الاختراقات، حيث استغل المهاجمون بيانات اعتماد طرف ثالث حصلوا عليها عبر بريد إلكتروني تصيّدي، ما أدى إلى كشف بيانات بطاقات دفع ومعلومات شخصية لحوالي 40 مليون عميل.

لماذا تحتاج إلى نهج موحّد لإدارة الهويات

مع تزايد نقاط الهجوم وضعف أنظمة إدارة الهوية التقليدية (IAM)، أصبح من الضروري البحث عن حل جديد، لم يعد “الجدار الأمني” التقليدي للشبكات موجوداً فعلياً، فالمستخدمون والبيانات اليوم يعملون من داخل الشبكة وخارجها في بيئة موزعة، وهذا يجعل هوية المستخدم نفسها هي خط الدفاع الأول.

الأطر الأمنية الحديثة تركز على حماية الهوية الفردية، ليس فقط من التهديدات الخارجية، بل أيضاً من الأخطاء التي قد يقع فيها المستخدم نفسه، مثل النقر على روابط تصيد أو استخدام كلمات مرور ضعيفة.

المنصات المنفصلة لإدارة الهوية تواجه صعوبة في التعامل مع هذه التحديات، بينما المنصة الموحدة للهويات تقدم حلاً فعالاً، فهي تدمج جميع وظائف (IAM) في مكان واحد، مما يمنح فرق الأمن رؤية أوضح ونظاماً أكثر قوة ومرونة لحماية البيانات والهويات – حتى في زمن العمل عن بُعد والحوسبة السحابية والانتشار الواسع لتطبيقات (SaaS).

يمكنك الاطلاع على خدمة إدارة الهوية والوصول (IAM) متكاملة من شركة “جوشن” السعودية للأمن السيبراني.

بناء منصة موحّدة لإدارة الهوية والوصول

إذا أردنا بناء حماية متكاملة لأي شركة أو مؤسسة فلا بد أن نُركز على منصة موحدة لإدارة الهوية والوصول، وهناك عدة طرق لذلك:

دمج (PAM) مع (IGA)

إحدى الطرق هي الجمع بين إدارة الوصول المميز (PAM) وحوكمة الهوية والإدارة (IGA). هذا الدمج يوفر رؤية أوضح وتحكماً أفضل في الحسابات المميزة، ويضمن أن الوصول إلى الأنظمة والبيانات الحساسة يتم فقط من قبل المستخدمين المصرّح لهم، كما يتم اكتشاف أي نشاط مشبوه بسرعة.

منح الصلاحيات عند الحاجة فقط

نهج آخر يعتمد على مبدأ “الصلاحيات الفورية” (JIT) المتوافق مع مفهوم “انعدام الثقة” (Zero Trust). هنا يتم منح المستخدمين صلاحيات خاصة فقط عند الحاجة – و لأقصر فترة ممكنة، وهذا يقلل بشكل كبير من مخاطر الوصول غير المصرّح به أو الانتقال داخل الشبكة بطرق ضارة.

دمج إدارة الوصول مع (IGA)

الخيار الثالث هو الجمع بين إدارة الوصول وحوكمة الهوية، مما يمنح المؤسسات القدرة على مراقبة سلوك المستخدمين والتحكم في وصولهم بشكل استباقي. من خلال تحليل الأنماط ورصد أي سلوك غير طبيعي، يمكن اكتشاف التهديدات والتعامل معها قبل أن تسبب ضرراً.

مراحل توحيد إدارة الهويات والوصول

تمر المؤسسات بمراحل مختلفة من نضج إدارة الهوية والوصول (IAM)، تتراوح بين حالة متجزئة دون أدوات مخصصة، إلى حالة موحدة تتميز بتنظيم كامل للهويات، وعادةً ما تبدو المراحل كالتالي:

– غياب نظام (IAM) رسمي: في البداية، تكون ممارسات إدارة الهوية غير رسمية، والهويات موزعة عبر أنظمة متعددة دون وجود تحكم مركزي.

– وجود أدوات (IAM) منفصلة: مع تقدم المؤسسات، قد تعتمد أدوات فردية لإدارة الهوية لتلبية احتياجات محددة، لكنها تبقى معزولة وتترك ثغرات أمنية.

– بعض التكامل بين الأدوات: في هذه المرحلة، يتم دمج بعض الأدوات لتحسين الرؤية والتحكم، لكن التكامل الكامل لم يتحقق بعد.

– الاستخدام الموحد لأدوات (IAM): المرحلة النهائية هي التوحيد الكامل، حيث تعمل جميع وظائف إدارة الهوية معاً بشكل متكامل، لتوفر نهجاً شاملاً ومرناً للأمن السيبراني.

من الوظيفة إلى الفعالية

قد تبدو أنظمة الهوية وظيفية، فهناك شاشة تسجيل دخول تطلب كلمة مرور، أليس كذلك؟ – لكن الحماية الوظيفية وحدها ضد المهاجمين قد تكون محدودة.

هناك حاجة ملحّة للمؤسسات لإعادة التفكير في نهجها تجاه إدارة الهوية والوصول، حلول (IAM) التقليدية والمتجزئة لم تعد كافية أمام اتساع سطح الهجوم وزيادة تعقيد التهديدات السيبرانية، اعتماد الخدمات السحابية وتطبيقات (SaaS) والعمل عن بُعد ونقص خبراء الأمن السيبراني كلها عوامل تتطلب استراتيجية أمنية موحدة ومرنة.

ينبغي على المؤسسات تقييم استراتيجيات إدارة الهوية الحالية بشكل نقدي و استكشاف حلول توفر نهجاً شاملًا لأمن الهوية، مما يُمكّنها من البقاء في الطليعة لمواجهة التهديدات السيبرانية المتزايدة.

Author

Ayman Ismail

Leave a comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *