أصبح الدفع الإلكتروني أساسياً في حياتنا ولكن هل أموالك عبر الإنترنت آمنة؟
حيثما يوجد مال توجد جريمة، ولذلك تعمل أنظمة الأمن السيبراني في جميع أنحاء العالم على التطوير والابتكار باستمرار لإعاقة المجرمين وتمكين الشركات من قبول المدفوعات عبر الإنترنت بأمان، ومع تطور العالم الرقمي انتقلت العديد من الخدمات مثل الخدمات المالية والمصرفية إلى الإنترنت.
ومع أن هذا يُسهّل علينا إجراء المعاملات بسرعة وسهولة فإن التكنولوجيا سلاح ذو حدين وقد تكون أداة لسرقة المعلومات المالية من خلال عمليات الاحتيال الإلكتروني والبرامج الضارة والفيروسات، مما يتيح لمجرمي الإنترنت سرقة الكشوفات المصرفية والمعلومات الشخصية.
تاريخ المدفوعات عبر الإنترنت
في الماضي، كان المال يسكن البنوك وعندما تريد شراء شيء ما تطلب من الصراف أن يعطيك بعض النقود، ولكن بالنسبة للنساء لم يكن يُسمح لهن بامتلاك حسابات مصرفية خاصة، وكان على المرأة أن تطلب من زوجها لكي يسحب لها المال، وظل الأمر كذلك حتى ستينيات القرن الماضي في الولايات المتحدة وحتى عام 1975 في المملكة المتحدة، حيث سُمح للنساء أخيراً بامتلاك حسابات مصرفية خاصة
أما اليوم فقد تغير كل شيء وانتقل الناس من الدفع النقدي والشيكات إلى الدفع عبر الإنترنت – إذ يتم تبادل العملات مقابل السلع والخدمات عبر الإنترنت بشكل آمن وفوري، حيث أصبح الدفع نقداً موضة قديمة للعديد من المستهلكين الشباب.
وبالنسبة للشركات، لا تُترجم المدفوعات عبر الإنترنت إلى زيادة الكفاءة والإنتاجية فحسب، بل توفر أيضاً فرصاً جديدة. فقد فتحت المدفوعات عبر الإنترنت التجارة الدولية لعشرات الآلاف من الشركات وسمحت للشركات الناشئة بالتأثير بشكل حقيقي على صناعة التجزئة، وبسبب أهيلة المدفوعات عبر الإنترنت قمنا نحن فريق جوشن/Joushen بجمع أبرز أحداث المدفوعات عبر الإنترنت تاريخياً.
أول تحويل أموال
بصفتها شركة تلغراف فهمت (Western Union) احتياجات الناس، وسهلت أول عملية تحويل أموال من عميل إلى عميل عام 1871 ممهدة الطريق لمعاملات أسهل وأبعد مدى، وفي عام 2011 أطلقت الشركة تطبيقها الذي يُتيح تحويل الأموال من الهاتف المحمول.
أول عملية شراء عبر الإنترنت
في عام 1984، أجرت جين سنوبول – البالغة من العمر 72 عاماً والتي كانت عالقة في منزلها – أول عملية شراء عبر الإنترنت حيث طلبت رقائق الذرة والسمن النباتي والبيض باستخدام جهاز التحكم و (Videotex) على تلفازها.
أرسل الجهاز الطلب عبر خط هاتفي إلى السوبر ماركت المحلي والذي قام بتوصيله إلى منزلها وقد دفعت نقداً، ويبدو أن المدفوعات الإلكترونية في ذلك الوقت كانت تنتظر فقط تيم بيرنرز-لي ليخترع الإنترنت.
أول طلب عبر الإنترنت
في عام 1994، حصل أول طلب بيتزا عبر الإنترنت من خلال موقع (Pizza Hut)، وبحلول عام 2008 وصلت مبيعات الشركة إلى مليار دولار، كما حقق مبيعات تجاوزت 6 مليارات دولار بحلول عام 2013.
أول متجر كتب إلكتروني
في عام 1995، أطلق جيف بيزوس موقع أمازون كمكتبة إلكترونية رغم تشكيك البعض في فكرته، وأضاف الموقع لاحقاً الموسيقى والفيديوهات في عام 1998.
ركز بيزوس على تجربة العملاء وقدم ابتكارات مثل الشراء بنقرة واحدة وخدمة التوصيل السريع “Prime”، مما ساهم في نجاح أمازون بشكل كبير في وقت كانت فيه عمليات الشراء عبر الإنترنت معقدة.
المدفوعات عبر الإنترنت سهلت حياتنا
كانت المدفوعات عبر الإنترنت حكراً على الشركات الكبيرة مثل (eBay) التي تمتلك رأس المال لتطويرها والاستثمار فيها، لكن دمج الشركات الصغيرة في نظام المدفوعات عبر الإنترنت كان أمراً بالغ الأهمية لاختيارات المستهلك والنمو الاقتصادي.
في أوروبا عام 2013، مثلت الشركات الصغيرة والمتوسطة 99% من إجمالي الشركات حيث 92% منها كانت شركات صغيرة جداً، كما وفرت هذه الشركات الصغيرة والمتوسطة ثلثي فرص العمل في القطاع الخاص.
في عام 2011، تم إطلاق (iZettle) في السويد، مما مكن الشركات الصغيرة من قبول الدفع بالبطاقات بسهولة وبتكلفة منخفضة، وبعد استحواذ (PayPal) على (iZettle) مقابل 2.2 مليار دولار عام 2018، أصبحت (iZettle)الشركة الرائدة في السوق.
وبحسب البنك المركزي الأوروبي، ارتفع إجمالي عدد المدفوعات غير النقدية إلى 98 مليار في عام 2019، بزيادة قدرها 8.1% مقارنة بعام 2018، بقيمة إجمالية قدرها 162.1 تريليون يورو.
وفي عام 2020 أدى انتشار فيروس كورونا (كوفيد-19) إلى تسريع اتجاه المدفوعات عبر الإنترنت، حيث أعطى العملاء الأولوية للتسوق عبر الإنترنت وخيارات الدفع بدون تلامس على الاتصال المادي بالنقد.
هل الخدمات المصرفية عبر الإنترنت آمنة؟
تتيح لك الخدمات المصرفية عبر الإنترنت الوصول إلى جميع حساباتك – بما في ذلك الحسابات الجارية وحسابات التوفير والاستثمار والائتمان والرهن العقاري – على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، فهي طريقة سريعة وشائعة لإدارة أموالك وميزانيتك، ولكن هل هي آمنة؟
بشكل عام، تُعتبر الخدمات المصرفية عبر الإنترنت آمنة إلا إذا كنت تستخدم جهازاً مخترقاً، فاستخدام هاتف ذكي أو حاسوب مخترق هو أضمن طريقة لسرقة أموالك، كما أن فقدان هاتفك أو نسيانه في مكان ما يعد خطراً آخر، حيث لن يضطر المخترقون لبذل الكثير من الجهد للوصول إلى هاتفك، كل ما عليهم فعله هو تخمين كلمة مرورك – وهذه الحيلة تنجح كثيراً.
ولحسن الحظ، أصبح من السهل الآن التعامل مع مخاطر فقدان الأجهزة بفضل خدمتين يجب أن تنتبه لهما: خدمة “العثور على جهازي” من Google وخدمة “العثور على iPhone” من Apple، وفي حالة فقدان هاتفك أو سرقته، يمكنك استخدام هاتين الخدمتين للعثور على هاتفك أو مسح البيانات إذا لم تتمكن من استعادته.
ومع ازدياد سرقة الهوية والاحتيال المالي، تتضمن الخدمات المصرفية عبر الإنترنت العديد من الميزات للحفاظ على أمان حساباتك. إليك بعضاً من أكثر ميزات الأمان شيوعاً في الخدمات المصرفية عبر الإنترنت.
اتصالات آمنة: تتم المعاملات عبر الإنترنت والهاتف المحمول من خلال اتصالات آمنة توفرها الجهات المصرفية، مما يحمي معلوماتك وخصوصيتك ويجنبك مخاطر فقدان أو سرقة المستندات الورقية.
متابعة على مدار الساعة: يمكنك مراقبة ارصدتك ومعاملاتك بسهولة وتلقي إشعارات فورية عبر البريد الإلكتروني أو الرسائل النصية عند حدوث عمليات سحب، مما يساعدك على رصد أي نشاط مشبوه.
دفع فواتير آمن: يمكنك دفع الفواتير عبر الإنترنت مباشرةً من حسابك الجاري، وتحديد مواعيد الدفع وتعديلها أو إلغاؤها في أي وقت، مما يجنبك مخاطر سرقة الشيكات الورقية.
إيداعات وتحويلات فورية: يمكنك إيداع الشيكات مباشرةً في حسابك باستخدام الماسح الضوئي أو كاميرا هاتفك، وتحويل الأموال بسرعة وأمان، مما يُقلل من مخاطر السرقة.
كشوف حساب آمنة: يمكنك الوصول إلى كشوف حسابك الإلكترونية في أي وقت، مما يُقلل من استخدام الورق ويمنع سرقة الكشوفات البريدية واستخدامها في الاحتيال.
إدارة ميزانيتك: يمكنك ضبط إشعارات تُعلمك بانخفاض رصيد حسابك عن حد معين، وتصدير بيانات حسابك إلى تطبيقات إدارة الأموال الشخصية لمراجعة نشاطك المالي.
كيف تُحسن أمانك المالي على الإنترنت؟
بدايةً، يمكنك البدء بحل غير تقليدي يساعدك في تقليل المخاطر المرتبطة بالبنوك الإلكترونية وشراء وتعدين العملات الرقمية، وفي الوقت الحالي أصبحت العملات الرقمية مثل البيتكوين والإيثيريوم أصولاً قيّمة يمكن استخدامها في العديد من الأمور – خاصة بعد أن صرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه سيجعل الولايات المتحدة عاصمة الكوكب للعملات المشفرة – مثل شراء بطاقات الهدايا والتسوق عبر الإنترنت وحتى دفع تكاليف رحلتك القادمة إلى الخارج مما يجعل عملية الدفع سهلة وسريعة.
ولكن لم تكن مطمأناً لاستخدام العملات المشفرة، فإليك بعض الخطوات الهامة لحماية أموالك في حسابك المصرفي:
⦁ استخدم برنامج مكافحة فيروسات جيد ومفعّل وحافظ على تحديث تطبيقاتك حيث تساعد التحديثات على إصلاح الثغرات الأمنية وحماية جهازك.
⦁ سجل الدخول إلى تطبيقك المصرفي من شبكة آمنة وتجنب الشبكات العامة والحواسيب العامة قدر الإمكان، وإذا اضطررت لاستخدام حاسوب عام في مقهى الإنترنت، فتأكد من تسجيل الخروج بعد الانتهاء.
⦁ لا تنقر على الروابط أو المرفقات المشبوهة في رسائل البريد الإلكتروني لأن هذه على الأرجح رسائل تصيد احتيالي تهدف إلى سرقة معلوماتك الشخصية وبالتالي خسائر مالية، وانتبه جيداً للرسائل التي تدعي أنها من شركات حقيقية وتطلب منك معلومات حساسة.
يمكنك الاطلاع على مزيد من النصائح فيما يخص الأمن السيبراني المالي من خلال برنامج التوعية والتدريب في الأمن السيبراني الخاص بشركتنا