8 اتجاهات للأمن السيبراني لعام 2025
تتطور التهديدات السيبرانية بوتيرة متسارعة للغاية، مع ازدياد ذكاء المهاجمين وارتفاع عدد الأجهزة المتصلة حول العالم، وتشير أبحاث حديثة إلى اكتشاف أكثر من 30 ألف ثغرة أمنية خلال العام الماضي، بزيادة قدرها 17% مقارنة بالأعوام السابقة – وهو ما يعكس النمو المستمر في حجم المخاطر الرقمية، ومع توسع العمل عن بُعد واعتماد الخدمات السحابية، أصبحت نقاط النهاية وتدفقات البيانات أهدافا مغرية للهجمات. لذا، بات من الضروري أن تدرك المؤسسات أبرز اتجاهات الأمن السيبراني التي تُشكّل مشهد التهديدات الحالي.
باعتبارنا شركة أمن سيبراني في السعودية سوف نعرض أحدث الاتجاهات في مجال الأمن السيبراني وتأثيرها على الشركات العالمية، ونوضح كيف يمكن للوعي المبكر بها أن يقلل من احتمالية التعرض للهجمات.
ما المقصود باتجاهات الأمن السيبراني؟
اتجاهات الأمن السيبراني هي الأنماط والأساليب ونقاط الهجوم الجديدة التي تظهر في مشهد التهديدات الرقمية، نتيجة تطور تقنيات المهاجمين وتقدّم التكنولوجيا وتأثير الأحداث العالمية. على سبيل المثال، تشير تقارير حديثة إلى أن الاعتماد المتزايد على الخدمات الرقمية سيوفّر فرصاً جديدة لاستغلال الثغرات في شبكات المال والبنية التحتية للاتصالات، ومن هذا المنطلق تسعى المؤسسات باستمرار إلى تكييف استراتيجياتها الدفاعية مع هذه الاتجاهات المتغيرة، لضمان استعدادها لأي هجوم قادم.
أهم اتجاهات الأمن السيبراني لعام 2025
مع توسّع مشهد التهديدات الرقمية، أصبح التنبؤ باتجاهات الأمن السيبراني لعام 2025 أكثر أهمية من أي وقت مضى، وتشمل هذه القضايا المستجدة طيفا واسعا من المخاطر – من البرمجيات الخبيثة المدعومة بالذكاء الاصطناعي إلى التحديات التي تفرضها الحوسبة الكمية – مما يتطلب من المؤسسات وضع استراتيجيات استباقية لمواجهة التغيرات القادمة.
إن فهم الدوافع الكامنة وراء هذه الاتجاهات سيساعد الشركات على تحديث أدواتها وبرامجها التدريبية لتواكب وتيرة التغيّر المتسارعة، كما يمكن للشركات الاستعانة بخدمات مثل الحوكمة، وإدارة المخاطر، والإمتثال (GRC) لمواكبة التهديدات الحالية والمستقبلية، ومن أجل نشر الوعي الأمني سوف نستعرض 8 تطورات رئيسية يُتوقع أن تُحدث تحولاً جوهرياً في أساليب الدفاع الرقمي خلال السنوات القليلة المقبلة.
1. البرمجيات الخبيثة المدعومة بالذكاء الاصطناعي
يستغل مجرمو الإنترنت اليوم تقنيات الذكاء الاصطناعي لتطوير برمجيات خبيثة قادرة على تغيير شفرتها بشكل فوري لتفادي أنظمة الكشف التقليدية، وهذه القدرات تجعل البرمجيات الخبيثة أكثر تطوراً، إذ يمكنها التغلغل بعمق في الأنظمة ورصد بيئات الاختبار والتكيف مع آليات الحماية في الأجهزة الطرفية، وبالتالي تصبح عمليات التحليل اليدوي للتهديدات غير كافية أمام الهجمات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، مما يستدعي استخدام أنظمة متقدمة لاكتشاف الشذوذ السلوكي.
وتشير أحدث اتجاهات الأمن السيبراني إلى أن هجمات اليوم الصفري المدعومة بالأدوات المؤتمتة تُعد من أخطر التهديدات الحالية ويجب التعامل معها في أسرع وقت ممكن.
2. هيكل الثقة الصفرية
مع تراجع فعالية أنظمة الحماية التقليدية المبنية على محيط الشبكة مثل جدار الحماية أو شبكة VPN، برز مفهوم الثقة الصفرية كأحد أهم الاتجاهات الأمنية لعام 2025، حيث تقوم هذه الفلسفة على مبدأ بسيط: عدم الوثوق بأي مستخدم أو جهاز بشكل مسبق، فحتى بعد المصادقة الأولى، يتم إعادة التحقق من كل طلب وصول بشكل مستمر.
يُعد هذا النموذج فعالاً جداً في التصدي للهجمات المعقدة التي تعتمد على التحرك الجانبي داخل الشبكات، وهو ما يميز الاختراقات المتقدمة، وفي هذا الإطار تتبنى المزيد من المؤسسات تقنيات التجزئة الدقيقة وفحص سياق المستخدم والمراقبة المستمرة للجلسات ضمن استراتيجياتها الدفاعية.
3. تهديدات الحوسبة الكمية
رغم أن الحوسبة الكمية لم تنتشر بعد على نطاق واسع، فإن قدرتها المحتملة على كسر أنظمة التشفير الحالية تشكل مصدر قلق كبير، حيث تُظهر الدراسات أن بعض الجهات – سواء كانت مجموعات إجرامية أو جهات دولية – قد بدأت بالفعل في تخزين البيانات الحساسة اليوم، على أمل فك تشفيرها لاحقاً باستخدام الحواسيب الكمية عندما تصبح متاحة.
ولهذا تتجه أحدث النقاشات في مجتمع الأمن السيبراني نحو تطوير خوارزميات مقاومة للحوسبة الكمية لحماية البيانات الحيوية، ومن المهم أن تبدأ المؤسسات في تبني التشفير “ما بعد الكمي” لضمان أمان بياناتها مستقبلاً عندما تصل الحوسبة الكمية إلى مرحلة النضج.
4. تطور برامج الفدية
تتزايد مجموعات القراصنة التي تعتمد برامج الفدية كخدمة متاحة للجميع، حيث تقوم هذه المجموعات بتقديم أدوات جاهزة وسهلة الاستخدام لمتعاونين خارجيين مقابل نسبة من الأرباح، وهذا الاتجاه يخفض حاجز المهارة التقنية المطلوب لتنفيذ الهجمات، مما يؤدي إلى ارتفاع كبير في عدد هجمات الفدية التي تُضعف المؤسسات وتجبرها على دفع مبالغ ضخمة.
وتُصنف برامج الفدية ضمن أخطر اتجاهات الأمن السيبراني لعام 2025، إذ تشير البيانات الحديثة إلى أن متوسط تكلفة التعافي من هجوم فدية بلغ نحو 2.73 مليون دولار أمريكي، ولمواجهة هذا التهديد المتصاعد، أصبحت النسخ الاحتياطية غير المتصلة بالإنترنت وتقسيم الشبكات من الاستراتيجيات الأساسية لتعزيز المرونة الأمنية.
5. مخاطر أمان شبكات الجيل الخامس (5G) وتقنيات الحوسبة الطرفية
مع الانتشار الواسع لشبكات الجيل الخامس (5G)، تتزايد كميات البيانات المنقول وتصبح التطبيقات اللحظية أكثر أهمية لتشمل إنترنت الأشياء وأنظمة التحكم الصناعية، ولكن هذه التقنيات المتقدمة تكشف عن ثغرات جديدة في تقنيات الحوسبة الطرفية حيث تُنفذ مهام حساسة دون وجود حدود حماية قوية.
وأي تعطّل في البنية التحتية للجيل الخامس أو لعُقد الحوسبة الطرفية قد يؤدي إلى شلل في سلاسل الإمداد، أو تعطيل الخدمات الأساسية أو توقف تطبيقات المستخدمين، وللحد من هذه المخاطر ينبغي التركيز على إدارة الأمن الشامل من مستوى البرمجيات الثابتة إلى التحقق من الهوية على الأطراف.
6. هجمات سلسلة التوريد
تستهدف هجمات سلسلة التوريد المورّدين أو مزوّدي البرمجيات من الأطراف الثالثة، مما يمكّن المهاجمين من اختراق عدة مؤسسات مرتبطة بهم في وقت واحد، وقد كشفت حوادث شهيرة مثل هجوم SolarWinds الذي أدى إلى اختراق آلاف العملاء بعد أن قام هاكرز بحقن برمجيات خبيثة في تحديث رسمي للبرنامج، وهو ما يوضح مدى خطورة هذا النوع من الاختراقات، إذ إن تحديثاً مصاباً يمكن أن ينشر العدوى إلى مئات العملاء.
7. ثغرات حاويات السحابة
تُوفّر تقنيات الحاويات والخدمات المصغّرة سرعة ومرونة في تطوير البرمجيات، لكنها تجلب معها مسارات جديدة للهجوم إذا كانت الإعدادات غير صحيحة أو الصور البرمجية غير محدّثة، إذ يمكن لمهاجم أن يستغل حاوية مصابة واحدة للانتقال إلى بيئة العمل الرئيسية وسرقة البيانات أو حقن شيفرة خبيثة، ولتقليل هذه المخاطر أصبح من الضروري دمج اختبارات الأمان داخل مراحل التطوير، وهو ما يُعرف بمبدأ “الأمن المبكر”.
8. تقنية التزييف العميق
بات المجرمون والمحتالون يستخدمون تقنيات التزييف العميق (Deepfake) لإنشاء مقاطع صوتية ومرئية مقلّدة بشكل واقعي للغاية، تُظهر شخصيات عامة أو مدراء تنفيذيين وكأنهم يتحدثون فعلياً، وتُستخدم هذه المقاطع في خداع الموظفين ودفعهم إلى تحويل أموال أو الكشف عن بيانات اعتماد حساسة.
ومع ازدياد الاعتماد على مؤتمرات الفيديو والعمل عن بُعد، أصبحت عمليات التصيّد عبر المقاطع المزيفة أحد أخطر أشكال الهندسة الاجتماعية الحديثة. ولمواجهة هذه التهديدات، تعتمد المؤسسات على برامج توعية أمنية مستمرة وخطوات تحقق متعددة الطبقات مثل التحقق الصوتي والمرئي المتقدم قبل تنفيذ أي طلب حساس.