Cybersecurity Technology
Cybersecurity in the Age of Quantum Computing

كيف يؤثر الذكاء الاصطناعي على إدارة الهوية والوصول (IAM)

تشمل إدارة الهوية والوصول (IAM) مجموعة من التقنيات والأساليب التي تساعد المؤسسات في ضمان وصول المستخدمين البشريين والأنظمة الآلية إلى الأصول اللازم لأداء مهامهم، كما تُعد عنصراً أساسياً للحفاظ على سرية الأنظمة والتطبيقات والبيانات وسلامتها وأيضاً توافرها، فهي تُمكّن المؤسسات من الامتثال للمتطلبات التنظيمية الخاصة بالصناعة، وتقلل من مخاطر الأمن السيبراني – خاصة في مجالات التهديدات الداخلية وتسريب البيانات.

ولا يتوقف دور إدارة الهوية والوصول عند هذا الحد، بل تساهم أيضاً في الحد من الحركة الجانبية داخل الشبكة في حال حدوث اختراق، مما يمنع المهاجمين من تصعيد الصلاحيات أو الوصول إلى أنظمة إضافية.

وفي عام 2024 بدأت الكثير من المؤسسات بدمج تقنيات الذكاء الاصطناعي (AI) ضمن حلول إدارة الهوية والوصول لزيادة الكفاءة، فالذكاء الاصطناعي أصبح بسرعة تقنية محورية في تقليل المخاطر المرتبطة بالهوية والحوادث السيبرانية.

ونحن في شركة جوشن سنستعرض دور الذكاء الاصطناعي داخل إدارة الهوية والوصول، ونشرح كيف يمكن للمؤسسات الاستفادة من القدرات الجديدة والقائمة للذكاء الاصطناعي ضمن حلول إدارة الهوية، كما ستتعرف أهمية دمج الذكاء الاصطناعي في تحسين الكفاءة وإحداث نقلة نوعية في مجال (IAM) وحوكمة الهوية والإدارة (IGA) بشكل عام.

تأثير الذكاء الاصطناعي في إدارة الهوية والوصول (IAM)

مع قيام المؤسسات بدمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في حلول (IAM) لتعزيز الكفاءة، تظهر أبرز مجالات التأثير فيما يلي:

المراقبة الذكية وتحليلات الهوية

الأدوات التقليدية أو المطورة داخلياً بل وحتى بعض الأدوات الحديثة، غالباً ما تعجز عن مراقبة نشاط المستخدمين عبر بنى تحتية تقنية متنوعة، وحتى في حال نجاحها في المراقبة، فهي كثيراً ما تفشل في تحليل البيانات أو استخدامها لتعزيز الأمن، وهنا يكمن دور دمج التعلم الآلي (ML) والذكاء الاصطناعي في المؤسسات، مما يسمح لتحليل كميات ضخمة من بيانات نشاط المستخدمين واكتشاف أنماط السلوك واستخدام هذه المعرفة لتبسيط إدارة الهويات وتعزيز حمايتها.

واجهات معالجة اللغة الطبيعية للتحكم في الوصول

معالجة اللغة الطبيعية (NLP) هي إحدى فروع الذكاء الاصطناعي التي تُمكّن الأنظمة من فهم اللغة البشرية والتفاعل معها، ودمج (NLP) في أدوات (IAM) يسمح بتعديل طرق المصادقة والصلاحيات ديناميكياً استناداً إلى البيانات اللحظية، كما يتيح للمسؤولين اتخاذ قرارات الموافقة أو الرفض على الطلبات عبر واجهة تشبه تطبيقات المراسلة المألوفة، مما يجعل العملية أبسط وأكثر سلاسة.

تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي

يلعب الذكاء الاصطناعي التوليدي دوراً محورياً في تحسين إدارة الهوية والوصول، حيث يحلل البيانات ويقترح أدوار وصلاحيات جديدة تتناسب مع احتياجات الموظفين، ومن ثم يستخدم هذه البيانات لتقديم اقتراحات عملية لمسؤولي النظام، مثل تحسين النمذجة أو تسهيل طلبات الوصول والموافقة عليها، كما يساعد في تقليل التعقيد والإرهاق المرتبط بعمليات المراجعة.

وكلاء الذكاء الاصطناعي

من المتوقع أن يتجه مستقبل إدارة الهوية والوصول بشكل متزايد نحو استخدام وكلاء الذكاء الاصطناعي، ليس فقط للتحليلات واكتشاف الشذوذ، بل للتفاعل المباشر الشبيه بالتفاعل البشري مع أنظمة الهوية – ومن المتوقع أن الذكاء الاصطناعي العام (AGI) سيكون له الدور الأبرز بذلك.
وكيل الذكاء الاصطناعي يتجاوز حدود التقارير ولوحات التحكم، إذ يتيح للمستخدمين التفاعل عبر اللغة الطبيعية لاتخاذ قرارات أسرع وتقليل الأعباء الإدارية وبالتالي تسريع سير العمل.

فوائد الذكاء الاصطناعي في إدارة الهوية والوصول

يُعَد الذكاء الاصطناعي اليوم أحد أهم المحركات التي تعيد تشكيل مستقبل إدارة الهوية والوصول في المؤسسات الحديثة، ولأننا في شركة جوشن نتبنى رؤية السعودية 2030 فنحن نسعى لتوفير حلول ذكية قادرة على تعزيز الأمن السيبراني وتبسيط إدارة الصلاحيات، وتقليل مخاطر الاختراقات الداخلية وتسريب المعلومات من خلال خدمة إدارة الهوية والوصول. ولأننا في عصر الذكاء الاصطناعي سنذكر أبرز فوائد هذه التقنية على إدارة الهوية والوصول.

تعزيز الموقف الأمني: يساعد الذكاء الاصطناعي فريق الأمن السيبراني على تحليل كميات ضخمة من بيانات نشاط المستخدمين، واكتشاف التهديدات الداخلية والخارجية بشكل استباقي والتعامل معها قبل أن تتحول إلى تهديدات حقيقية.

كفاءة تشغيلية أعلى: يُمكّن الذكاء الاصطناعي المستخدمين من إتمام مهام إدارة الهوية بأنفسهم دون الحاجة لتدخل إداري مستمر، مما يبسط الإجراءات ويوفر الوقت، كما أن واجهات التحكم المدعومة بالذكاء الاصطناعي ومعالجة اللغة الطبيعية (NLP) تسهّل على المسؤولين اتخاذ قرارات المصادقة والموافقة في بيئة تفاعلية سهلة الاستخدام.

تجربة مستخدم أفضل: بفضل التوصيات التلقائية والمساعدات الذكية عبر الدردشة، يصبح تقديم طلبات الوصول والموافقة عليها أسرع وأكثر سلاسة، مما يسهّل عملية انضمام المستخدمين الجدد ويزيد من إنتاجيتهم منذ اليوم الأول. وبدلاً من التعامل مع واجهات معقدة قد لا يستخدمها الموظف إلا مرة واحدة، يمكنه الوصول عبر واجهات مألوفة مدعومة بالذكاء الاصطناعي.

تبسيط التدقيق والامتثال: يمثل الامتثال للمعايير التنظيمية تحدياً دائماً دون التأثير على كفاءة الأعمال. لكن مع حلول (IAM) المدعومة بالذكاء الاصطناعي، تصبح عمليات التدقيق الأمني أبسط، كما يسهل على المؤسسات إثبات التزامها بالمعايير واللوائح الخاصة بمجالاتها.

تحديات تطبيق الذكاء الاصطناعي في إدارة الهوية والوصول (IAM)

تظهر التقنيات الجديدة وتظهر تحدياتها معها، وتطبيق الذكاء الاصطناعي في مجال إدارة الهوية والوصول لا يخلو من التحديات التي تتطلب اهتماماً خاصاً، وسنذكر أبرزها. 

خصوصية البيانات والامتثال

عند نشر الذكاء الاصطناعي في إدارة الهوية والوصول، يجب على المسؤولين الانتباه جيداً لعملياتهم الآلية لضمان عمل الخوارزميات باتجاهها الصحيح، حيث يحلل الذكاء الاصطناعي في إدارة الهوية والوصول (IAM) معلومات التعريف الشخصية (PII) التي يجب حمايتها من الهجمات الإلكترونية، وعند إضافة المؤسسات لأصول جديدة، يجب عليها التأكد من أن (أدوات إدارة الهوية والوصول المدعومة بالذكاء الاصطناعي) تُحلل معلومات التعريف الشخصية (PII) التي تُضيفها وتحميها، وينبغي على المؤسسات مراعاة التطور المستمر للوائح حماية البيانات؛ فالبيانات التي لا تُعتبر حساسة اليوم قد تُصبح كذلك غداً.

التكامل مع الأنظمة الحالية

أكدت العديد من المؤسسات أن استخدام الأنظمة القديمة لتطبيق ضوابط الوصول ومراجعة سلوك وصول المستخدم يدوياُ عبر منصات جديدة مثل تطبيقات (SaaS) هو عملية غير مستدامة، إلا أن دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي مع البنية التحتية القديمة لإدارة الهوية والوصول (IAM) يُمثل تحديات كبيرة. 

تُحوّل خوارزميات الذكاء الاصطناعي الرؤى التي تكتشفها إلى معلومات عملية يمكن للمؤسسات استخدامها لتحسين استراتيجية أمن هويتها. ولضمان سلاسة العمل، يجب عليها تطبيق عملية معيارية محددة لأفضل الممارسات لضمان إمكانية دمج النظام المُعتمد بفعالية مع التكنولوجيا الحالية وتلبية متطلبات الأعمال والأمن المؤسسية.

المراقبة والتكيف المستمران

يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في جميع المجالات تقريباً، ومجرمو الإنترنت يعلمون ذلك، حيث أصبحت هذه التقنية أداة اختراق سهّلت الوصول إلى التطبيقات والبيانات الحساسة. ولهذا، يجب على المؤسسات الالتزام بالمراقبة المستمرة والتكيف مع نماذج الذكاء الاصطناعي لمساعدتها في التخفيف من هذه التهديدات المتطورة. 

الاتجاهات المستقبلية في إدارة الهوية والوصول (IAM) المدعومة بالذكاء الاصطناعي

حتى هذه اللحظة، أدى دمج الذكاء الاصطناعي في أدوات إدارة الهوية والوصول إلى تحقيق كفاءات كبيرة في ممارسات حوكمة الهوية والتحكم في الوصول، وسيستمر في مساعدة المؤسسات على تحسين وضع إدارة الأمن السيبراني المتعلق بالهوية، وأحد الأمثلة البارزة هي “وكلاء الذكاء الاصطناعي شبه المستقلون” وهم وكلاء (AI) يعملون بإشراف بشري لاتخاذ القرارات الحاسمة وليس بشكل ذاتي، وهذا النظام يحقق توازناً معقولاً بين الأتمتة الكاملة والتحكم البشري، مما يجعله مفيداً في السيناريوهات التي تكون فيها الاستقلالية الكاملة محفوفة بالمخاطر أو غير عملية، مثل تغيير الأطر التنظيمية الخاصة بالصناعة.

Author

Ayman Ismail

Leave a comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *